فكرة أن يكون شخص ثالث في حياتك التي اعتدت أن تعيشيها مع زوجك ووفقا ً لقرار اتخذتيه بنفسك هو أشبه بفيلم يتضمن إطلاق رصاص، و أنت المخرجة. الحقيقة أن حياتك ستتغير، فضلاً عن توقع تربية شخص جيد و المسؤوليات التي تأتي جنبا ً إلى جنب مع هذا التوقع كل هذا مخيف حقاً. و بغض النظر عن هذا، فإن وجود طفل ينتمي فقط لك و لزوجك الحبيب، و جلب أنواع مختلفة من النضج و المرح لكم مع كل حركة يقوم بها يصبح أكثر شئ رائع يمكنك فعله من أي وقت مضى .
فالموضوع بدأ معنا هكذا، هل يمكننا فعل ذلك؟ ، أو هل مازلنا نحتاج لمزيد من الوقت؟ في البداية سألنا أنفسنا " لماذا نؤجل ذلك أكثر؟ ماذا ننتظر؟ " نريد أن نجرب و نعيش الحياة من منظور آخر مع طفلنا. صلينا و دعونا الله أن يرزقنا مثل هذه المعجزة. عندما علمت أخيرا ً بعد انتظار، أنني حامل، لم تأتي إلى ذهني أيّا ً من تلك الأسئلة المجنونة. في تلك اللحظة، كنت أعيش تجربة شعور البكاء و الضحك في نفس الوقت. معجزتي الصغيرة علمتنا شيئا ً جديداً منذ البداية.
عندما أخبرت زوجي بحملي بطريقة لطيفة، لم تكن ردة فعله أقل أو مختلفة عن ردة فعلي. إنه لشعور مختلف بأن تشعر أن حياة شئ جديد قد وُضعت بين يديك و قد فُتحت لك ابواب حياة جديدة.
أنا الآن في أسبوعي الـ 33 من حملي . بقي 7 أسابيع لألتقي مع معجزتي الصغيرة. أو ربما أقل من ذلك. متى أراد صغيري القدوم ... فنحن سنكون في انتظاره بدءاً من الاسبوع الـ 38.
كونك ستصبحين أمّاً، فأنت تقضين أسابيع بطرق مختلفة عن بعضها البعض. في حين أن أسبوع محدد تكونين فيه سعيدة ومشغولة، و الذي بعده تقضيه مليء بالعواطف و الدموع .جسمك يفاجئك كل أسبوع . في لحظة ما تعتقدين بأنك أصبح بشعة، ثم بعد ذلك تكتشفين بأن أصبح لك بشرة جميلة أكثر من أي وقت مضى. و تعتقدين بأن شعرك يبدو تالف و جاف، ومن ثم فجأة، تكتشفين بأنه مشرق و لامع. و تمرّين بأوقات تصبح حركتك أبطئ، و تزداد آلام ظهرك، و يصبح من الصعب عليك الانتقال من جانب إلى آخر في سريرك.
تدركين بأن ردة فعلك تجاه الأشياء تصبح عاطفية أكثر. و تريدين الأفضل لطفلك و لا تحتملين أي فكرة سلبية من حولك مهما صغُرت. ومع ذلك، فإن حقيقة أن تعرفي بأن كل هذه الأشياء مؤقتة وكل شيء سيكون على ما يرام عندما يحين وقت تلك اللحظة الكبيرة، سيسمح لك بأن تعيشي هذه العميلة بطريقة ممتعة أكثر. بمجرد أن تبدأين تشعرين بالحركات داخلك و أن طفلك بدأ يستجيب لك، في تلك اللحظة تبدأين في فهم التجربة الأروع التى تعيشينها.
أعتقد أنك ستجربين خلال حملك كلا ً من الجيد و السئ .أعني، عليك أن تفعلي ما يمليه عليك شعورك في تلك اللحظة. إذا كنت ترغبين بالبكاء، افعلي ذلك، أو اضحكي كلما شعرت بحاجتك لذلك. ذلك لأن هذه تجربة نادرة، وتذكري، بأن كل ذلك من أجل لقاء تلك المعجزة الصغيرة. فإذن، ضعي هذا في اعتبارك و اقضي وقتك أثناء حملك بأفضل طريقة ممكنة من خلال جمعك لأجمل الذكريات. التحضير لقدوم معجزتك الصغيرة بأفضل طريقة قدر استطاعتك مع زوجك و كتابة هذه اللحظات بحيث يتمكن طفلك من قراءتها في المستقبل.
تذكري بأن أي شيء تأكليه و تشربيه يؤثرعلى معجزتك الصغيرة. الإقلاع عن العادات السيئة وتناول الطعام الصحي تحت إشراف طبيبك وذلك لأن المفتاح لأجيال تنعم بصحة جيدة هو الأمهات التي تأكل بشكل صحّي .
أهم شخص قد تحتاجينه خلال هذه العملية هو زوجك. سنمرّ في مراحل نفسية مختلفة و سنبدأ نرى الأشياء من منظور مختلف عن أزواجنا. طبعا ً، فإنه من المستحيل عدم حدوث مواجهة مع بعضنا خلال هذه العملية؛ ومع ذلك، فإنه كلما كان أزواجنا أكثر دراية بهذه العملية، كان هناك فرصة أكبر بأن تمر بسهولة أكثر. في المستقبل، سوف تتذكرين أنت وزوجك تلك الأشياء الجيدة و السيئة وتضحكون عليها. الشيء الأكثر أهمية الذي جعل هذه العملية سهلة بالنسبة لي هو وجود زوج رائع مدرك لكل التغيرات التي طرأت عليّ، يراقبني عن كثب و يتقرب مني بطريقة صحيحة. نحن الآن نستعد لقدوم ابننا بأفضل طريقة ممكنة من أجل جعل هذه العملية أكثر متعة. لذلك، انتهزت الفرصة للتمتع بهذه الأسابيع الأخيرة و التي أصبحت خلالها بطيئة بشكل تدريجي .
قصةٌ قصيرة طويلة، هذه العملية التي تسمى الحمل تعني أنك تشهدين حدثاً خارقاً. دعي جسمك يتغير قدر الإمكان بينما تركزين على حركات المعجرة التي تنمو في داخلك ، ولا تنسين كم أنت محظوظة بأن تشعرين بهذه الحركات.