إن الأطفال أنانيون بشكلٍ طبيعي، ويفهمون العالم من وجهة نظرهم الخاصة. وأيضاً عادة ما يألفون وفي أغلب الأحيان يستمتعون بأن يكونوا مركز الانتباه. ومن أجل هذه الأسباب، فقد يجدوا الأمر صعباً عندما يأتي الأشقاء ليزاحموهم مكانتهم. لأنه حتي ذلك اليوم، الطفل الذي كان مثار التركيز الوحيد في العائلة يري الطفل المولود حديثاً كمنافس له وتكون الغيرة مؤكدة تماماً. ويعتقد الطفل البكر أن الاهتمام من العائلة والناس الآخرين مركز علي الطفل المولود حديثاً. ولهذا السبب فقد تظهر/ يظهر مواقف استعراضية لم تبديها/ يبديها من قبل، وقد تطور/ يطور عادات وسلوكات جديدة، فبعض الأطفال يعبرون عن الغيرة التي يشعرون بها إلا أن معظمهم لا يفعل ذلك، لذا يبدأ بحربٍ صامتة ضد آبائهم وأشقائهم الأصغر سناً.
إن هذه الحالة لا تتعلق بالطلبات التي يمكن أن تلبي أم لا للطفل البكر، ولكن نوعاً ما يفهموها علي أنها عدم الانتباه لها/له. فهي/هو تعتقد بأن كل الانتباه سوف يكون علي الشقيق وأنه/ أنها سوف تبقي/ يبقي دائماً في الخلفية. حتي أنتم كآباء بالطبع لا تفكرون بهذه الطريقة، ولكن هذا أمر طبيعي بأن تفكر/ يفكر علي هذا النحو. ولأنها/أنه لم تفكر/يفكر علي الإطلاق من قبل بوجود شخصٍ ما سوف يحصل – إن لم يكن أكثر – علي الانتباه مثلما تحصل/ يحصل هي/هو عليها. ولهذا السبب قد يجد طفلكِ صعوبةً في التأقلم مع هذه الحالة الجديدة.
في حال تنافس الأشقاء، فإن معرفة ما الذي يجب فعله يأتي في المقام الأول. فعلي سبيل المثال قطعاً لا تلم أو توبخ الطفل الأكبر سناً الذي يظهر علامات الغيرة. وإن انتظاره ليظهر موقفاً ناضجاً بمجرد أن يصبح لديه/لديها أخت لن يكون واقعياً. وأيضاً، إن كانت ردة فعلكِ بهذه الطريقة فسوف تجعلها/ يجعله يشعر بالذنب وعدم الجدوي. وفي الحقيقة يحتاج طفلكِ إلي وقت ليتأقلم مع وجود أخت/أخ ويمكن أن يصبح منطوياً علي ذاته إذا أظهرتِ موقفاً سلبياً.
وبشكلٍ مشابه، احرصي علي أن لا تدللي طفلكِ الأكبر سناً، وتلبي كل طلباتها/ طلباته، وتعوضيه بشكلٍ زائد عن الحد بأن تكوني مهتمة به أكثر من اللازم.
وبالفعل، كل طفل تقريباً يشعر بالغيرة من أشقاءه الأصغر سناً. وكأم، يجب عليكِ أن تقبلي هذه الحقيقة، ويكون هدفكِ أن تجدي حلاً سلساً ومعقولاً للمشكلة ليرضي كل الأطراف. وإن أحد أفضل الطرق لفعل ذلك هو إشغال الطفل الأكبر سناً برعاية الطفل المولود حديثاً بقدر الإمكان.
فهذا سوف يساعد الطفل الأكبر سناً علي أن يتغلب علي مشاعر الغيرة لديه وذلك بتقوية نفسها/ نفسه ليظهر النضوج والمساعدة، ويشعر بحس الأهمية والانضمام.
في هذه العملية، من الممكن إجراء إحراز تقدم يوماً بعد يوم بشكلٍ صغير ولكن بخطوات مؤكدة. فعلي سبيل المثال، عندما تقومي بتغيير حفاضة طفلكِ المولود حديثاً أطلبي من طفلكِ الأكبر سناً أن يجلب محارم رطبة، أو عندما تقومي بإعداد الحليب من أجل طفلكِ أطلبي من طفلكِ الأكبر سناً بأن يسلي الطفل حتي تعودي. ويمكنك أن تخبريها/ تخبريه بأنه من مسؤوليتها بأن تكون كذلك كونها/ كونه الشقيق الأكبر.
بالإضافة إلي ذلك، يمكنكِ أن تخبريها/ تخبريه بأنها/ أنه كان طفلاً يوماً ما وكانت صغيرة وتحتاج إلي الرعاية تماماً كما أختها/ أخيها المولود حديثاً. يمكنكِ أيضاً أن تخططي فعاليات خاصة مثل نزهة عائلية أو فعالية خارجية؛ حيث أن هذا يساعد علي تقوية الأواصر بين كل أفرادالعائلة.