عندما تأخذ طفلتكِ خطوتها الأولي

عندما تبدأ طفلتكِ بالمشي فهذه اللحظة تكون واحدة من أكثر اللحظات تذكراً في الحياة. وتلك الخطوات الأولي التي يأخذها / تأخذها نحوك والجهد غير العادي بأن لا تسقط/ يسقط، والسقوط بين ذراعيك، هي البهجة العظيمة التي تشعرين بها والمشاعر التي لا توصف.

قبل أن تعرفيها، طفلتكِ التي تحاول أن تستكشف كل متر مربع من المنزل بالزحف علي يديها وقدميها سوف تكبر وتبدأ بالوقوف علي قدميها/ قدميه وحتي تخطو للأمام. وكما ترين، فإن المرحلة الرئيسية الفعالة سوف تبدأ الآن. وفي مقالة "أرض الأم" هذه سوف نرشدك من خلال الخطوات عندما يتعلم طفلكِ المشي، والقضايا التي يجب أن تأخذيها بعين الاعتبار في هذه العملية.

العوامل التي تؤثر علي تطور مشي الأطفال

كل طفلٍ مختلف وقد يبدأ بالمشي بشكلٍ مبكر أو أبكر من نظرائه/ نظرائها. وبشكلٍ طبيعي، فإن الأطفال يبدأون بالمشي بين 12 إلي 18 شهر. ومع ذلك، يجب أن يلاحظ بأن البدء المبكر أو المتأخر للمشي لا يتعلق بذكاء الطفل.

إن العوامل الرئيسية التي تساعد علي تطور مشي طفلكِ هي القدرة علي الوقوف بدعم نفسه/ نفسها والقدرة علي الجلوس حتي مع المساعدة.

إن الأطفال بعمر أربعة أو خمسة شهور قد يكونوا قادرين علي الوقوف عندما تمسكي أيديهم. وهذه هي حركة أساسها انعكاسي. فالأطفال بعمر 9 أو 10 شهور قد يكونوا قادرين علي الوقوف بأنفسهم.

خلال هذه الفترة، قد تنشأ بعض المشاكل الصغيرة المرتبطة بالنوم عندما تزداد الحركة.

وبين أربع و 10 أشهر، يتعلم طفلك الجلوس والزحف واستعمال يديه/ يديها ويتعلم كيف يتنقل خطوة فخطوة، ولهذا السبب يجب عليكِ أن لا تتوقعي بأن يمشي طفلكِ فوراً.

عندما يحاول الأطفال أن يتعلموا كيف يمشوا، حاولي بأن لا تحميهم بشكلٍ زائد. فالآباء الذين يأخذون أطفالهم بين ذراعيهم، أو يقاومون وقوع الطفل علي الأرض بسبب خطر الإصابة يمكن في الحقيقة أن يعيق جهود طفلهم علي المشي بشكلٍ غير مقصود.

يحتاج الأطفال إلي أن يسقطوا في عملية تعلمهم بالمشي. لذا، عندما يسقط طفلكِ، حاولي بأن لا ترتعبي: اتركيه/ اتركيها لوحده قليلاً، بحيث يمكنه/ يمكنها أن تفهم بالخبرة بأنه ليس شيء سيء. ويجب أن تكوني قريبة بما فيه الكفاية من طفلتكِ لكي تدعيه/ تدعيها تعلم بأنك قريبة ولكن لا تتدخلي بكل سقطة.

إذا كان طفلكِ أثقل من نظرائه/ نظرائها، فهذا يمكن أن يبطئ من حركات جسمه/ جسمها والحركات الدافعة. ولهذا السبب، فإن الطفل الزائد الون قد يعاني من التأخر ببدء المشي.

ليس بالضرورة أن يشير تأخر المشي إلي وجود مشكلة عصبية. فالأمراض العصبية تظهر أعراضاً في الأشهر القليلة الأولي، علي أية حال. إن لم يستطع طفلكِ أن يحافظ علي رأسه/ رأسها عالياً في الشهر الثالث، أو إذا لم يبدأ/ تبدأ بالالتفاف بين الشهرين السادس والسابع، وإذا لم تستطع الجلوس دون مساعدة بغضون الشهر الثامن، عندئذ تحتاج إلي أن تأخذيه/ تأخذيها من أجل الفحوصات.

إذا كان عمر طفلكِ 18 شهر ولازال لا يستطيع المشي أو فقط يمشي علي رؤوس أصابع قدميه، هذا أيضاً يشير إلي وجود مشكلة. وفي مثل تلك الحالة، سيحتاج طفلكِ إلي فحصٍ طبي.

إذا كان هنالك مشكلة من حيث اتجاه حركات جسم طفلكِ؛ وبعبارة أخري، إذا كان هنالك اختلافات هامة في الحركات نحو اليمين ونحو اليسار، فإن هذا يمكن أن يوجد مشاكل من حيث تطور المشي. وفي مثل تلك الحالة، فإنه من الجدير أخذ طفلكِ للفحص الطبي.

لا ترعبي أو تجبري طفلكِ الذي لديه صعوبة في المشي. فإن هذا سوف يعيق بدلاً من أن يساعد علي حل المسألة. وإن الحالة النفسية لطفلكِ هو أحد أكثر العوامل أهمية التي تؤثر علي تطور المشي.

حتي تزيدي من قوة عضلات القدم والساق التي هي أكثر فعالية من أجل المشي، فإنه من المفيد أن تدعي الطفل يمشي عاري القدمين في المنزل.

في تطور مشي الأطفال، يكون استخدام المشاية (القعادة) أمراً أساسياً. ووفقاً للبعض، فإن المشايات تساعد وهذا لم يثبت وهنالك مكتشفات تناقض ذلك. يقترح بأن المشايات تزيد من خطر الحادث وتسبب المشي علي رؤوس أصابع القدم. ولهذا فقد يكون من الأفضل بأن لا نستعمل المشاية أثناء تعلم طفلكِ المشي.

يمكنكِ أن تشجعي طفلكِ علي المشي بمسك لعبة أو شيء يحبه/ تحبه. وعندما يأتي طفلكِ إليكِ، يجب عليك أن تعطيه إياه/ إياها قطعاً فهذا يبني الثقة ويساعده/ يساعدها علي الاحتفاظ بالثقة بك.

تجنبي إلباس طفلكِ أحذية ضيقة أو واسعة، أو أبواط ..الخ. عندما يتعلم/ تتعلم المشي فإن مثل تلك الأشياء قد تعيق من العملية وربما تؤدي إلي حوادث.