عُدتِ إلي المنزل بعد يوم طويل ومتعب. قضيتِ وقتاً مع طفلك وزوجك، أَجريتِ نظرة سريعة علي برنامجك التلفزيوني المفضل، حضرتِ , وجبة طفلكِ و هيأتِه للنوم، وأخيراً استلقيتِ في سريرك للنوم. ولكن لم يدم ذلك طويلاً، أليس كذلك؟ فمن الواضح أن العضو الصغير في عائلتك يستيقظ بشكل متكرر ويجعل ليلتكِ أصعب مع البكاء. إذا كان مولودك الجديد يستيقظ كثيراً، ولديه نمط غير منتظم في النوم، وبالتالي يمنعك من النوم بشكل كافٍ ومنتظم، فمن الممكن أن يكون لدي طفلك مشكلة في النوم.
العديد من العوامل مثل التغذية، والمسائل النفسية، الآثار الطبيعية لعملية النمو. قد تكون جزء من مشكلات النوم عند الرضع. أولاً وقبل كل شيء، رجاء تذكري أنكم، كوالدين، يجب أن تكونوا هادئين ومسترخين. وذلك لأن ذعركم يمكن أن يسبب لمولودكم الجديد السؤال عن المنطقة الآمنة التي سيلجأ إليها، والذي بدوره سوف يسبب لطفلك الاضطراب و القلق.
استيقاظ و بكاء طفلك المتكرر يجب أن لا يتسبب بأن تعتقدوا بأنكم والدين غير ملائمين. قد يكون هناك الكثير من الأسباب البيولوجية والنفسية لمشكلات النوم لدي طفلك. فيما يلي بعضها:
الأطفال الخدج والأطفال الذين يرضعون ليلاً قد يعانون من مشكلات في النوم.
- من الطبيعي تماماً أن الأطفال في مرحلة التسنين يستيقظون بشكل متكرر و يعانون من نمط نوم غير منتظم. ذلك يحدث بسبب عملية التسنين، وهي واحدة من المشاكل التي ستواجهينها بين الحين والآخر حتي انتهاء مرحلة التسنين.
- الأطفال الذين يعانون من الارتجاع، التهاب المسالك البولية أو التهاب الأذن يعانون من النوم غير المنتظم. إذا كنت تشكين في وجود أي من هذه الاضطرابات، ننصحك بأن تأخذي طفلك إلي أقرب طبيب للأطفال.
- إذا كنت تهزين طفلك لتجعليه ينام، فهذه العادة قد تحدث خللاً في نمط النوم كذلك. لأنه اذا اعتاد طفلك علي الهز أو الرضاعة كي ينام، سوف يتطلب منك نفس الأسلوب لينام مرة أخري عندما يستيقظ في الليل، والتي سوف تصبح في نهاية المطاف عادة. فعندما يدرك طفلك أن هذه العادة غير متبعة بانتظام، فإنه سيشعر بعدم الارتياح ويبدأ في البكاء لأنه سيعتقد أنك تخليت عنه. و كنتيجة طبيعية، فإن رغبته في النوم ستقل. لكل هذه الأسباب، لا ننصحك بأن تهزي طفلك كي ينام.
- الرضع والأطفال الصغار الذين يرون والديهم لفترة قصيرة من الوقت خلال النهار أو يبقون بعيدون عنهم لفترة من الوقت قد تكون لديهم مشاكل في النوم أيضاً. فهذا القلق، والذي سببه الخوف من التخلي عنهم، يمكن أن يؤثر سلباً علي نمط النوم لدي الرضيع أو الطفل.
- ومن بين اضطرابات النوم لدي طفلك، الذي لم يعد رضيعاً و لكن مازال صغيراً ، قد يعاني من مشكلة تدعي "مشكلة الليل". الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة سيعانون من نوبات من الذعر عند الساعة الـ 2 أو الـ 3 من النوم. و يمكن أن يصرخو و يميلون إلي التخلص من ملابسهم أو من الأشياء حولهم بسبب حالة الهلع والخوف التي يتعرضون لها. و لا يتجاوبون مع والديهم عند محاولتهم التواصل معهم، لا تتورطوا في الحوار معهم خلال هذه الفترة، حتي أنهم قد لا يتعرفون عليكم. فهم لن يتذكروا كل ما حدث بعد ذهابهم إلي النوم والاستيقاظ مرة أخري. بالتأكيد يجب طلب مساعدة مهنية لهذه المشكلات التنبيهية فهي ذو منشأ نفسي كلياً وتحدث خلال اللحظات الأولي من NREM ( نوم حركة العين غير السريعة) كمرحلة من النوم.
- إذا كان طفلك يعاني من توقف التنفس أثناء النوم، فهذا أيضاً يمكن أن يسبب قلة النوم. وهذا يحدث نتيجةً لتكرر انسداد مجري الهواء العلوي، و يُعد توقف التنفس أثناء النوم من مشكلات النوم الهامة. و تُلاحظ بشكل خاص عند الأطفال بعمر من 2 إلي 6 سنوات.
- من اضطرابات النوم الأخري التي يمكن أن تُلاحظ لدي الأشخاص من جميع الأعمار ولكن تسبب مزيداً من الاضطرابات للأطفال هي المشي أثناء النوم. نظراً لكونها حالة يفقد الشخص أثنائها الوعي تماماً ويتصرف دون وعي و بشكل لا إرادي رغم كونه نائماً، يعد المشي أثناء النوم من المشكلات الكبيرة للأطفال الصغار الذين هم عُرضةً لكافة التهديدات الخارجية و يتطلبون الحماية من والديهم. فهذه المشكلة التي تتجلي بالمشي أثناء النوم و التمتمة في الوقت نفسه، بمعني أو بلا معني، و تستمر عادةً لمدة 10-15 ثانية، وبشكل نادر، قد تستمر لمدة 30 دقيقة. الأطفال الذين يمشون أثناء النوم لا يتذكرون أي شيء عندما يستيقظون. هنا يجب علي الوالدين الاقتراب من الطفل بطريقة مريحة ومطمئنة حتي لا يشعر الطفل بالخوف من حالته و يفصل نفسه عن غيره من الناس. وبالطبع، المساعدة المهنية واجبة هنا لهذا الاضطراب النفسي أثناء النوم أيضاً.