أن تكون مركز الاهتمام طوال الوقت فهو غريزة فطرية لدىالبشر. الوالدان اللذان ينتظران طفلهما الثاني أو التالي يختبران هذا الوضع كثيراً . لأنه حتى ذلك اليوم، الطفل الذي كان الوحيد في محور اهتمام العائلة ، يرى المولود الجديد كمنافس وتبدأ الغيرة. الأخت أو الأخ يعتقد أن اهتمام العائلة و الناس الآخرون تركز على المولود الجديد و يبدأ في التفاعل مع هذا الشعور. ليُظهر هو/ هي سلوك لم يظهر لديه من قبل، و سيُلاحظُ عادات جديدة لم تكن لديه/لديها من قبل. فبعض الأطفال يعبرون عن غيرتهم التي يشعرون بها و لكن أكثرهم لا، بل سيبدؤون حرباً صامتةً ضد والديهم و أخوهم الأصغر.
هذا ليس مرتبط بتنفيذ طلبات الأخ الأكبر أم لا. لأن الأخت أو الأخ يعتقدون أنه تقسيم للاهتمام في جانبه / جانبها، تماماً مثل إطلاق الموديل الجديد لأي جهاز أو عربية. فسيعتقد هو/ هي بأن الاهتمام كله سيكون من نصيب الأخ / الأخت الأصغر و أنها / أنه سوف يظل دائماً في الخلفية. حتى لو كنتوا، كوالدين، لم تفكروا بهذه الطريقة، و لكن من الطبيعي بالنسبة له /لها التفكير بتلك الطريقة. لأنه، لم تفكر هي/ هو من قبل بوجود شخص ما سيحظى على قدر أكبر من الاهتمام تماما ًمثل الاهتمام به / بها. لهذا السبب، فإن هذا الوضع الجديد هي حالة استثنائية عليه / عليها و يمكن أن لا يعتاد / تعتاد عليها بسهولة.
في حالة وجود "غيرة الأخوة"، فمعرفة ما لا يجب فعله يأتي أولاً. على سبيل المثال، عدم توبيخ أو تأنيب الأخ الأكبر عند اظهار علامات الغيرة على الإطلاق. انتظاره لاظهار موقف ناضج في وقت قريب بعد أن أصبح لديه أخ أو أخت صغيرة لن يكون واقعياً، تماماً كما تغيرت حياتكم كثيراً. وإذا كان رد فعلكم على هذا النحو، فهذا سيجعله/يجعلها تشعر بالذنب و أنه لا قيمة لها. في الواقع، طفلك الذي لم يتمكن من الاعتياد على وجود شقيق صغير بعد، يمكن أن يصبح انطوائي بسبب موقف الوالدين السلبي.
في مشاكل غيرة الأخوة، يجب أن تكوني حذرةً في أن تبدي اهتمام بالشقيق الأكبر أكثر من أي وقت مضى، فإذا قمتِ بتلبية جميع طلباته التي لم تحققيها له من قبل و إذا جعلتيه يشعر وكأنه هو الوحيد بالنسبة لك. فهذه الأنواع من السلوكيات ستجعل طفلك مدللاً أكثر وكذلك تزيد تخوفه بشأن هذا الأمر.
في الواقع كل طفل، تتشكل لديه الغيرة من شقيقه بشكل كبير أو قليل. أولاً، كوالدين، يجب أن تتقبلوا هذه الحقيقة، حتى تتمكنوا من إيجاد حلّ سلس و معقول للمشكلة بجميع أطرافها. الطريقة الأكثر قبولا ًهي أن تجعلوا الشقيق الأكبر يشارك في رعاية الطفل المولود حديثاً بأكبر قدر ممكن.
هذه المشاركة ستساعد كليهما في إيقاف الغيرة و ستتيح لكم أيضاً القليل من المساعدة في رعاية المولود الجديد و سيعني له إظهار النضج والشعور بالبطولة في نفسه.
مع هذه العملية، من الممكن تحقيق تقدم يوم بعد يوم بخطوات صغيرة لكن مؤكدة. على سبيل المثال، عند تغيير حفاض المولود الجديد اطلبي من الأخ الأكبر أن يحضر المناديل المبللة، أو بينما تحضرين الحليب لطفلك اطلبي من الأخ الأكبر أن يلاعبه حتى تعودين. فكأنك تقولين له أن هذه المسؤولية نشأت كونك الأخ الأكبر.
إلى جانب ذلك، يمكنك أن تخبريه بأنه كان طفلا ًصغيرا ً في السابق و احتاج لرعاية تماما ًمثل شقيقه المولود حديثاً و أنه ليس هناك أي تفضيل بينه وبين شقيقه. بهذه الطريقة، يمكنك أن تجعلي الأخ الأكبر يفهم أهمية مساعدته في رعاية شقيقه المولود حديثاً.