النوم، كمثل جميع الكائنات الحية، هو أحد الحاجات الأساسية للحياة البشرية. فنشاطنا خلال النهار، يرهقنا  عقلياً و جسدياً لذلك من الطبيعي أن نحتاج لنوم منتظم. ففى حالة عدم الحصول على قسط كاف من النوم أوعدم وجود نظام نوم محدد، فهذا يؤثر مباشرة ًعلى حياتنا اليومية. دعونا نوضح ذلك، فعندما نذهب إلى العمل في الصباح وخاصة بعد ليلةٍ بدون نوم، سوف نشعر بالتعب طوال اليوم و لن نكون قادرين على العمل بكفاءة، أو حتى عندما نكون في المنزل، فسيكون لدينا صعوبات في انجاز مهامنا اليومية.

عندما يكون النوم بهذه الأهمية لأى شخص بدون أستثناء، فإنه سيكون أكثر أهمية بالنسبة للمرأة الحامل التي تحمل في داخلها حياة أخرى. لهذا، يجدر بنا الإشارة إلى أن أنماط النوم لدى الحوامل تؤثر أيضاً على نمو الطفل مثل عديد من الجوانب الأخرى في هذه المرحلة.

التغيرات البيولوجية التي تطرأ على النساء الحوامل تشمل أيضا أنماط النوم. في الحقيقة، تبين  أن 78 % من النساء الحوامل يعانون من اضطرابات في النوم. لذلك،  فإن اتخاذ التدابير اللازمة للحصول على نوم منتظم هو أمر مهم جداً في بداية الحمل.

بينما تنتظر النساء الحوامل ولادة أطفالهن، فهن بحاجة لنوم ست ساعات على الأقل في اليوم الواحد. لذلك، إذا كانت الحامل لا تعمل، ينبغي أن تنظم روتين خاص بحياتها اليومية. أما اذا كانت تعمل ، فإنها تحتاج إلى تحقيق توازن مع أعباء العمل وفقا لذلك. هذا التوازن مهم جداً وفقا للأبحاث، حيث اعتُقدَ أن إمكانية الولادة الطبيعية للنساء الحوامل الذين يعانون من اضطراب في أنماط النوم تنخفض بنسبة تصل إلى 4-5 مرات.

إن تأثير أنماط نوم المرأة الحامل على الجنين لا يمكن الاستهانة بها. أكبر مؤشر على ذلك هو هرمون البروجسترون الضروري لاستمرار الحمل. فخلال الحمل، يكون السبب في الحاجة المتزايدة للنوم و خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى هو أن هناك زيادة في إفراز هذا الهرمون أثناء النوم. و هذا الوضع يظهر بشكل النعاس الشديد والشعور المستمر بالتعب خلال النهار.

واحدة من أكثر المشاكل شيوعا أثناء الحمل هو مرض يعرف باسم متلازمة الساق المضطربة، و التي تُظهر علامات مثل الخدر، الحرقة، الوخز، ألم أو رغبة شديدة للتحرك و هذا يظهر عندما يتم تثبيت الساق في وضع معين لفترة طويلة أثناء النوم أو الراحة مثلاً. لذلك نوصي أولاً باختيار نمط نوم مناسب و الانتقال إلى سرير مريح أكثر للحد من آثار هذه المشكلة.

أنماط النوم أثناء الحمل مؤثرة للغاية ليس فقط جسدياً، بل أيضا من الناحية النفسية. فنمط النوم يلعب دوراً هاماً أثناء التحضير للولادة و في حماية الطفل من الضغط النفسي والإجهاد لدى النساء الحوامل.